الموت النفسي Psychological Death
قد يبدو لنا بأن الفرد عندما يتحرك ويلهو ويأكل وينام بأنه حي والفكرة هنا
على غير لك ، فقد يكون ها الفرد يمشي على قدميه ولكنه بمنئى عن الحياة ،
أي أنه ميتا من الداخل
0 لأن الموت نوعان :
النوع الأول ـ الموت الفسيولوجي ( الجسمي ) أي أن أعضاء الجسم تتوقف عن العمل وتعود إلى تراكيبها الأصليه
النوع الثاني ـ وهو الموت السيكولوجي ( النفسي )
ومن هؤلاء الذين يموت من الداخل Insight Death ، الفرد الذي يحمل الكره
Hatred إلى الآخرين ، وما أكثر هؤلاء الأفراد ، حيث أن غالبية المجتمعات
تعج بهم ، فتراهم يتعاملون معك آليا لأن العنصر الإنساني مفقود عندهم 0
وليسوا على درجة علمية متدنية ، بل إن منهم من يحمل أعلى الدرجات العلمية
، وليسوا من المقصرين في تأدية واجباتهم الدينية تجاه ربهم ، بل بعضهم
متدين لدرجة عالية 0
إن الكره Hatred شعور نفسي سلبي يجعل الفرد الذي يحمله تقيلا جدا ، وتبدأ
أشعة سلبية تظهر منه متافيزيقيا ، أي أننا لا نراها ، ولكن نحسها ،
وبالذات عندما نقترب من هؤلاء الأفراد0 فإذا أصابتك حزمة من هذه الأشعة
فإنها سوف تؤثر عليك وتشعر بالضيق والكآبة والتعب 0 وقد ثبت ذلك في مجال
ما وراء علم النفس Para Psychology 0 ويبدأ الشعور بالكره هذا يسيطر على
الفرد ، وكأنه خلية سرطانية ، سرعان ما تستشري وتتوسع في نفس الفرد ، حيث
أنها تبدأ صغيرة ، ولكنها تكبر يوما بعد يوم إلى أن تأكل الفرد داخليا
وخارجيا 00 حيث الحالة النفسية تؤثر على مظهر الإنسان أيضا ، فتبدأ
بالسيطرة على بقية المشاعر الطيبة والتهامها الواحدة بعد الأخرى 0 ويقوم
أيضا بتلوين مشاهدات الحياة بألوان الكره التي لا يعرف وصفها إلا حاملها
فقط ، وأيضا يحسها الفرد الذي يتعامل معه 0 أي أن الفرد الذي يحمل الكره
يرى كل شيء مشوها وقبيحا ، وهذا التشوه والقبح يتوسع يوميا ، حتى يصل
لدرجة أن يرى الفرد نفسه مشوها 0 وقد تتطور مراحله إلى الشعور بطعم الكره
، وهو طعم المر الذي لا يطاق ، والذي يقوم بقتل كل البراعم الطيبة النامية
في النفس ، وعندها يصل الفرد إلى مرحلة الموت النفسي الكامل 0 وهؤلاء
الأفراد لا يصلحون أن يكونوا عناصر مشاركة في المجموعة البشرية لأن صورة
التشوه سوف يؤثر بها على الآخرين ، ويطفئ شموعهم المضيئة 0 لهذا فلا بد من
المسارعة إلى إنقاذ هؤلاء 0
إن الكره قد يتطور حتى يأخذ صفة الشمولية ، فنجد الكره الشخصي ، والكره
الديني ، والكره السياسي ، والكره التاريخي 00 إلخ 0 وقد حث ديننا
الإسلامي الحنيف على نبذ الكره جانبا واقتلاع جذور الكراهية ، واستبدالها
بالمحبة والتي هي البلسم Panacea في شفاء كل أمراض الكره 0